الألتراس قتل الأهلي وسط تواطؤ جوزيه ولاعبيه !

في أقل من أسبوع واحد خرج الأهلي من بطولتين في مفاجأة غير متوقعة لعشاقه ومحبيه خاصة بعد الصفقات الجديدة التي تم تدعيم الفريق بها مؤخرا ، تصورت جماهير الأهلي أن كأس مصر سيكون خير تعويض عن دوري أبطال أفريقيا ولكنها في النهاية لا طالت الكأس ولا بطولة أفريقيا ولم تجني الا الحسرة وبدأت جماهير الأهلي لأول مرة منذ فترة طويلة تنقسم على نفسها بشدة !.

في مقالي السابق تناولت الخروج المؤلم من دوري الأبطال و حددت 10 أسباب أدت الى ذلك ، و نفس الأخطاء التي أشرت اليها تكررت وزادت أخطاء جديدة عليها ، وأعتقد أن من لا يتعلم من أخطائه لا يمكن أبدا أن يكون بطلا !.




تكرر الإنهيار البدني للفريق في النصف ساعة الأخيرة من زمن المباراة فتباعدت الخطوط والمسافات بشكل عجيب جدا ، فلم تسعف اللياقة البدنية نجوم الفريق ولم يحاولوا هم حتى إخراج أفضل ما لديهم فإختفت روح الفانلة الحمراء وفقد الأهلي ميزة تسجيل الأهداف في الدقائق الأخيرة وهي الميزة التي منحت الفريقعشرات البطولات في الماضي ! ، نعود ونكرر أن الأهلي حصل على 3 أشهر من الراحة
إبان ثورة 25 يناير ، ثم خاض مباريات الدور الثاني من مسابقة الدوري والأدوار الأولى لدوري الأبطال ثم إنتهت المسابقة المحلية في منتصف يوليو ، ولم يخوض الفريق حتى مساء أمس خلال 60 يوم – من منتصف يوليو لمنتصف سبتمبر – سوى 8 مباريات فقط يعني بمعدل مباراة كل أسبوع كامل ! ، فهل أدمن مسئولي الأهلي ترديد حجة الإرهاق والإجهاد أم أن مخطط الأحمال بحاجة الى مراجعة نفسه ؟! ، أنا أتصور السببين معا !.

إختار البرتغالي مانويل جوزيه قائمة غريبة جدا لمباراة إنبي وتعامل معها بإستهتار شديد وكأنها مباراة ودية ولا تهم الفريق الذي كان يحتاج لفوز مهم لتعويض الجماهير عن الخروج من دوري الأبطال ، جوزيه إستبعد شوقي ومتعب ودومينيك والسيد حمدي وأحمد عادل لمصلحة لاعبين أقل في المستوى مثل محمد فضل وفابيو جونيور ! ، لو كان الأهلي سيواجه مصنع البلاستيك أو حارة زينهم كان طبيعي جدا أن يجري جوزيه كل هذه التغييرات الجذرية والمفاجئة في القائمة لكن كيف أجري هذه التغييرات وأنا مقبل على مواجهة منافس قوي وعنيد في بطولة تقام بنظام خروج المغلوب ! ، بأي حق أدفع بجونيور في مباراة المولودية بعد ساعات من توقيعه للأهلي ، وبأي حق أدفع به أمس بعد ساعات من شفائه من إصابته الأخيرة بينما أتجاهل السنغالي دومينيك دا سيلفا و السيد حمدي هداف دورة حوض النيل والذي ظهر بشكل جيد في الدقائق القليلة التي لعبها مع الأهلي ! ، بأي حق أصبر على محمد فضل 75 دقيقة كاملة وهو أسوأ من أسوأ مهاجم رحل عن الأهلي ؟! ، دومينيك أو متعب في أسوأ مستوى لهما أفضل بمراحل من فضل فكيف أدفع به وأغامر به بهذا الشكل ؟! ، أعتقد أن لاعبين كثيرين يتمنون الآن لو يعرفون الخلطة السرية التي يتبعها فضل حتى يلعب أساسيا ربما يقلدوه ويدخلوا في التشكيل الأساسي ! ، هل يتصور جوزيه أن فضل سيكون فلافيو الجديد ؟! ، وبنفس المنطق هل مطلوب من جماهير الأهلي أن تصبر على فضل سنة أو سنتين أو 10 سنوات ؟؟!.

كرر البرتغالي مانويل جوزيه خطأه في نهائي كأس 2004 حيث أجرى 3 تغييرات دفعة واحدة بشكل عشوائي وغير منظم فخسر الفريق المباراة ، وتكرر نفس الأمر بالأمس رغم أنه كان من الضروري أن يبدأ تغييراته في بداية الشوط الثاني وليس في نهايته خاصة في ظل المستوى المتدني جدا لأكثر من لاعب مثل محمد أبوتريكة و محمد فضل و أحمد فتحي و حسام عاشور ، تأخر تغييرات الأهلي حرم الفريق من الإستفادة بشكل أكبر من عبد الله السعيد ووليد سليمان فلم يسعفهما الوقت لتغيير النتيجة.

طريقة لعب الأهلي مازالت لغزا كبيرا يحتاج الى حل سريع ! ، كل المنافسين حفظوا الطريقة و الجميع في الأهلي مل منها الا مانويل جوزيه ! ، المدرب البرتغالي صاحب الـ22 بطولة يصر على البدء بليبرو رافضا الإستفادة من الكم الهائل من النجوم الموجودين بالفريق ، نجح مختار مختار مدرب إنبي بالأمس تماما في إحكام الرقابة على مفاتيح لعب الأهلي وعرف كيف يقرأ الأهلي جيدا وكانت له الفرص الأخطر والأكبر وكان يستحق الفوز بهدفين على الأقل ، بينما لم يستحق الأهلي الفوز نظرا للعشوائية الشديدة التي لعب بها ، فلم تتح له فرص محققة أمام المرمى طوال المباراة !.

قبل مباراة إنبي بساعات أشارت المواقع المنتمية للنادي الأهلي الى أن القائمة العجيبة لتلك المباراة جاءت بناء على توصيات الأرجنتيني أوسكار محلل أداء اللاعبين ! ، و أؤكد مرة ثانية وثالثة ورابعة أن أوسكار كلما تم الإعتماد عليه والأخذ بأرائه كلما تراجع مستوى الأهلي بشكل أكبر ، فمن الواضح جدا أنه لا يجيد قراءة المنافسين ولا يعرف أسماء ولا أشكال لاعبي الأهلي ، و أعتقد أن جوزيه وبيدرو ويوسف ليسوا في حاجة الى شخص غامض كي يقرأ لهم المنافسين ، و الا فكيف كان جوزيه يقرأ المنافسين في السنوات الماضية ؟! ، أوسكار خطر شديد على الأهلي ولاعبيه و لابد أن يرحل فورا.

ألتراس أهلاوي الذي أشعل الشماريخ في مباراة زيسكو الزامبي وتسبب في حرمان الأهلي منه في مباراة الوداد ، هو نفس الألتراس الذي توقف عن تشجيع فريقه في مباراة الترجي الأخيرة بعد تأخر الأهلي بهدف نظيف وشكل ضغطا نفسيا هائلا على اللاعبين في الدقائق الأخيرة مما حرمهم من القدرة على التعويض وأجبرهم على اللعب بتسرع مبالغ فيه ، هو نفس الألتراس الذي حضر بالأمس ليكون مجرد "ديكور" فقط ! ، لماذا حضرتم طالما قررتم مقاطعة تشجيع الفريق ؟! ، وهل بهذه الطريقة سيخرج زملائكم المحبوسين من السجن ؟! ، هل تشجعون أشخاص أم تشجعون الكيان الكبير ؟! ، ما ذنب اللاعبين وماذنب الغالبية العظمى من جماهير الفريق التي تقدر بعشرات الملايين ؟! ، ألم يكن الأفضل أن تعتصموا أمام بوابة النادي الأهلي وتنقلون مطالبكم بشكل حضاري ؟! ، هل مطلوب من الشرطة أن تقيم حفلة تكريم لمن يثيرون الشغب منكم ؟! ، أم أن الأغاني الرائعة والتشجيع الممتع سيكونا أداة للي ذراع النادي ولاعبيه في الفترة المقبلة ؟! ، لو تشجيعكم للأهلي ككيان سيكون مشروطا فأعتقد أن الأفضل لكم أن تعلنوا فك الرابطة وأن تنظروا لمستقبلكم ولتتركوا الأهلي لمن هم على إستعداد لتشجيعه في كل الظروف والمواقف ، أعتقد أن أكبر دافع لتلك الرابطة للي ذراع النادي هو الغياب المريب جدا لجماهير الأهلي العادية في المباريات حيث تركوا الساحة مفتوحة للألتراس وحدهم ، جماهير الأهلي الوفية والأصيلة مطلوب منها أن تعود مرة أخرى للملاعب وألا تترك الساحة فقط للألتراس حتى لا يتملكهم الغرور بشكل أكبر !.




التحكيم ! .. أصبح التحكيم عامل سلبي للغاية في مباريات الأهلي الأخيرة ، وقد رأيناه يتسبب في إحراز الترجي لهدف من تسلل مفضوح ، وهو من تسبب أيضا في حرمان الأهلي من ضربة جزاء مستحقة بالأمس ، أخطاء التحكيم أضرت الأهلي كثيرا في الفترة الأخيرة ، الا أني لا أعتبر ذلك مبررا للفشل لأن فريق البطولات أكبر من أن ينسب هزائمه لأخطاء تحكيمية !.

من الواضح أن دور الأخصائي النفسي في الأهلي ضعيف للغاية ، فكان واضحا بالأمس أن الخروج من دوري أبطال أفريقيا أثر كثيراً على معنويات اللاعبين فكانوا يلعبون بدون "نفس" ! ، كنت أتوقع أن يتجاوز اللاعبين صدمة الخروج الأفريقي سريعا ولكن حدث العكس !.

مسك الختام : يؤسفني كثيرا طريقة تعامل أغلب الإعلاميين وبعض الجماهير مع مانويل جوزيه حين يخسر الأهلي ! ، فهو السبب الوحيد والأوحد في خسارة الأهلي ، بينما حين يفوز الأهلي فهو ليس السبب ومستحيل يكون له أي دور ! ، فالسبب هو اللاعبين و الجماهير والإعلام المساند والحكام الملاكي وأرضية الملعب وضعف المنافسين ! ، مانويل جوزيه بشر يصيب ويخطىء ، نعم أخطأ كثيرا في الفترة الأخيرة بما لا يتناسب مع تاريخه العظيم وخبراته الكبيرة ، ولكن لابد أن نتحلى بالهدوء في التعامل مع تلك المواقف ، فلا يوجد فريق يفوز بكل البطولات ولا يوجد فريق يخسر كل البطولات ، وليس من المنطقي أن نتذكر مدربين سابقين كلما خسر الأهلي ، ونقول لو كان فلان موجودا لكن الوضع أفضل ! ، جوزيه أذكى من أن يدمر تاريخه الجميل مع الأهلي وأعتقد أنه إن شعر بعدم القدرة على العطاء سيرحل فورا تاركا المجال لمن هو أفضل منه ، و إن كنت أعتقد أن نتائج عمله ستظهر مع مرور الوقت ، فقد تغير جلد الفريق بنسبة كبيرة ، و لو هداه الله الى تغيير الطريقة مع مجموعة اللاعبين الموجودين وإستبعاد بعض الذين إنتهت صلاحيته منهم ، سنجد أهلي أقوى بمراحل من أهلي 2005 ، والأيام بيننا