أقدم سلحفاة بحرية

يقول العلماء إن المستحاثة( الحفرية أو الأحفورة)التي اكتشفوها في البرازيل لها صلة بالسلاحف البحرية في عصرنا بسبب الشبه معها ولاسيما من ناحية النسيج الجلدي الكثيف بين مخالب أقدامها التي تشبه المجاديف، والتي تعينها على التأقلم على الحياة في البحر.

وقد تأكد العلماء من استنتاجاتهم اعتمادا على النسيج الجلدي الذي بقيت آثاره محفوظة على المستحاثة بفضل الطين الذي كان في الموقع الذي تم العثور عليها فيه، فضلا عن دراسة طول عظام القدم.

يذكر أن سلسلة الزواحف التي تمثل السلاحف البرية تعود إلى نحو 200 مليون سنة كما تشير إلى ذلك السجلات الأحفورية، لكن تلك العينات هي أقرب ما تكون إلى السلاحف البرية التي كانت متأقلمة على الحياة على اليابسة.

غير أن الأحفورة الجديدة التي عثر عليها دون جمجمة وبقوقعة غير كاملة في صخور تعود إلى العصر الطباشيري الأدنى هي أقرب إلى السلاحف البحرية الحديثة من حيث شكل قدميها الأماميتين.

كما بوجد وجه شبه آخر يتمثل في القوقعة المُنـَدّبَة التي تميز السلاحف البحرية الحديثة.

وتقول "سارة فيلدينغ" الباحثة في "قسم علوم الأرض والبيئة" في جامعة "بورتسماوث" :" إن للسلاحف البرية عظام أقدام قصيرة جدا والقليل من الأنسجة الطرية، أما العينة التي عثر عليها مؤخرا فعظام أقدامها أطول بقليل وعندها نسيج جلدي كثيف بين مخالب الأقدام."


يجري العمل أيضا على دراسة مستحاثة لسلحفاة بحرية صغيرة
لكن رغم شبه السلحفاة التي تمثلها الأحفورة بالسلاحف البحرية إلا أن شكل القدم يشير أيضا إلى أنها لم تكن متأقلمة تماما للعيش في الماء وأنها قضت زمنا من حياتها على اليابسة.

ورغم أن الحفرية غير كاملة الأجزاء إلا أن العلماء لديهم ما يكفي للجزم بأنها تنتمي لنوع جديد من الزواحف أسموها "أراري بيميس أرتوري."

وقد عثر الباحثون أيضا على عينة لسلحفاة بحرية صغيرة من نفس الحقبة الزمنية( الطباشيرية الدنيا) في البرازيل يظهر فيها قدر أكبر من النسيج الجلدي المحفوظ. وحاليا يجري العمل على وصفها للنشر في إحدى المجلات العلمية.